مكان وجود كرت الشاشة في الكمبيوتر

مكان وجود كرت الشاشة في الكمبيوتر

يعد كرت الشاشة أو بطاقة الرسومات أحد المكونات الأساسية في جهاز الكمبيوتر الذي يؤدي دورًا مهمًا في معالجة وعرض الصور والفيديوهات على الشاشة. يعتبر هذا المكون أمرًا حيويًا خاصةً للأشخاص الذين يتعاملون مع التطبيقات التي تحتاج إلى قدرة معالجة رسومية عالية مثل الألعاب الإلكترونية، برامج التصميم الجرافيكي، وبرامج تحرير الفيديو. تختلف المواقع التي يمكن أن يتواجد فيها كرت الشاشة في جهاز الكمبيوتر بحسب نوع الجهاز وإعداداته. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أماكن وجود كرت الشاشة داخل الكمبيوتر وشرح الوظائف المرتبطة به.

تعريف كرت الشاشة

كرت الشاشة هو جهاز مدمج أو منفصل في جهاز الكمبيوتر مسؤول عن تحويل البيانات الرقمية إلى إشارات يمكن للجهاز عرضها على الشاشة. يتضمن الكرت عدة مكونات رئيسية مثل المعالج الرسومي (GPU) وذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بكرت الشاشة (VRAM)، بالإضافة إلى مخرجات الفيديو مثل HDMI و DisplayPort وغيرها.

وجود كرت الشاشة في الكمبيوتر المكتبي

في جهاز الكمبيوتر المكتبي، يمكن أن يتواجد كرت الشاشة بعدة طرق:

1. كرت شاشة مدمج (Integrated GPU):
   في أجهزة الكمبيوتر المكتبية التي تستخدم كرت شاشة مدمج، يكون هذا الكرت جزءًا من اللوحة الأم (Motherboard). تقوم اللوحة الأم بتوزيع الطاقة للمعالج الرسومي، الذي عادة ما يكون من نوع Intel HD Graphics أو AMD Radeon المدمج في معالجات مثل Intel Core أو AMD Ryzen. الكرت المدمج ليس قويًا مثل الكروت المنفصلة ولكنه يفي بالغرض في الاستخدامات اليومية مثل تصفح الإنترنت وتشغيل مقاطع الفيديو.

   في هذا النوع من الأنظمة، لا يتطلب المستخدم إضافة كرت شاشة منفصل. بدلاً من ذلك، يستخدم النظام الكرت المدمج في المعالج أو اللوحة الأم. يمكن للمستخدمين الذين لا يحتاجون إلى رسومات قوية في ألعاب الفيديو أو التطبيقات المعقدة أن يعتمدوا على كرت الشاشة المدمج.

2. كرت شاشة منفصل (Dedicated GPU):
   أما إذا كان جهاز الكمبيوتر المكتبي يحتوي على كرت شاشة منفصل، فإنه يتم توصيل هذا الكرت باللوحة الأم عبر شق PCI Express (PCIe). كروت الشاشة المنفصلة تتفوق بشكل كبير على الكروت المدمجة من حيث الأداء، حيث توفر قدرة معالجة رسومية عالية، مما يجعلها مثالية للألعاب، التصاميم الجرافيكية، وكذلك التطبيقات التي تحتاج إلى قدرة معالجة فيديو عالية.

   يمكن العثور على كرت الشاشة المنفصل في فتحة PCIe طويلة في اللوحة الأم. هذه الفتحات تتميز بمعدلات نقل بيانات عالية، مما يسمح للكرت بتقديم أداء عالٍ دون التأثير على باقي مكونات الكمبيوتر.

   قد تكون كروت الشاشة المنفصلة مزودة بمراوح تبريد خاصة بها لضمان عدم ارتفاع درجة حرارتها أثناء الاستخدام المكثف. كما تأتي هذه الكروت مع ذاكرة خاصة بها، غالبًا ما تكون من نوع GDDR5 أو GDDR6، وهو ما يساعد على تحسين أدائها في المعالجة الرسومية.

3. الأنظمة الهجينة (Hybrid Systems):
   توجد بعض الأنظمة التي تحتوي على كلا النوعين من كروت الشاشة، المدمج والمنفصل، مثل أنظمة Optimus من NVIDIA. تقوم هذه الأنظمة بتفعيل الكرت المدمج بشكل تلقائي في حالة الاستخدام البسيط، مثل تصفح الإنترنت أو مشاهدة الفيديو، بينما يتم تفعيل الكرت المنفصل عند الحاجة إلى أداء رسومي عالٍ، مثل تشغيل الألعاب أو تطبيقات التصميم المعقدة.

وجود كرت الشاشة في الكمبيوتر المحمول

أما في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، فإن وجود كرت الشاشة يختلف بناءً على فئة الجهاز ومواصفاته. عادة ما تأتي أجهزة اللابتوب مع خيارين رئيسيين:

1. كرت شاشة مدمج في المعالج:
   يشبه هذا النوع في أجهزة الكمبيوتر المكتبية التي تستخدم كروت شاشة مدمجة، حيث يحتوي المعالج المركزي (CPU) على معالج رسومي مدمج. معظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تأتي مع معالجات Intel أو AMD تحتوي على معالجات رسومية مدمجة تعمل على تنفيذ المهام الرسومية البسيطة دون الحاجة إلى كرت شاشة منفصل. هذا النوع من الكروت لا يتطلب موارد إضافية مثل الطاقة أو التبريد، وبالتالي يساعد في تقليل حجم الجهاز واستهلاك الطاقة.

   بالرغم من أن هذه الكروت المدمجة تؤدي وظائف أساسية مثل تصفح الإنترنت ومشاهدة الفيديوهات، إلا أنها لا توفر الأداء المطلوب في الألعاب الحديثة أو التطبيقات الثقيلة مثل تحرير الفيديو أو التصاميم ثلاثية الأبعاد.

2. كرت شاشة منفصل في أجهزة اللابتوب:
   من ناحية أخرى، توجد أجهزة لابتوب عالية الأداء تأتي مزودة بكرت شاشة منفصل. هذه الأجهزة تكون مزودة بكروت رسومات من شركات مثل NVIDIA أو AMD، وهي توفر أداءً أفضل بكثير مقارنة بالكروت المدمجة. توجد عدة فئات من هذه الكروت التي يمكنها دعم تشغيل الألعاب الحديثة بجودة رسومية عالية.

   في بعض أجهزة اللابتوب، يتم دمج كرت الشاشة المنفصل مع المعالج باستخدام تقنيات مثل NVIDIA Optimus أو AMD Switchable Graphics، حيث يتم التبديل بين الكرت المدمج والكرت المنفصل حسب الحاجة. هذه الأنظمة توفر أداءً عالياً عند الحاجة إليه وتساعد في توفير الطاقة عندما لا يكون الأداء الرسومي العالي مطلوبًا.

مكان كرت الشاشة في الأجهزة المحمولة الصغيرة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية

أما في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فإن معالجة الرسوميات تتم عبر وحدة معالجة الرسوميات المدمجة في المعالج المركزي. على سبيل المثال، تحتوي هواتف iPhone على معالج Apple A-series الذي يتضمن وحدة معالجة رسومية قوية مدمجة (مثل Apple GPU). كذلك، تحتوي معظم الهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android على معالجات Snapdragon أو Exynos التي تحتوي أيضًا على معالجات رسومية مدمجة. في هذه الأجهزة، لا يوجد كرت شاشة منفصل مثلما هو الحال في أجهزة الكمبيوتر، بل تكون وحدة المعالجة الرسومية جزءًا من المعالج نفسه.

الفرق بين كرت الشاشة المدمج والمنفصل

• الأداء:
  الكروت المنفصلة توفر أداءً أعلى بكثير من الكروت المدمجة بفضل قدرتها على معالجة رسومات معقدة ومتطلبات الألعاب العالية.

• استهلاك الطاقة:
  الكروت المدمجة تستهلك طاقة أقل مقارنة بالكروت المنفصلة، مما يجعلها الخيار المفضل للأجهزة المحمولة التي تحتاج إلى الحفاظ على عمر البطارية.

• التكلفة:
  الأجهزة التي تحتوي على كروت مدمجة تكون عادة أرخص من الأجهزة التي تحتوي على كروت منفصلة.

• التبريد:
  الكروت المنفصلة قد تحتاج إلى حلول تبريد خاصة بها مثل المراوح أو الأنظمة المائية، بينما الكروت المدمجة لا تحتاج إلى هذه المكونات الإضافية.

الخلاصة

يعد كرت الشاشة من المكونات الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في أداء جهاز الكمبيوتر، سواء كان مكتبيًا أو محمولًا. في أجهزة الكمبيوتر المكتبية، قد يكون كرت الشاشة مدمجًا في اللوحة الأم أو في المعالج، بينما في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، غالبًا ما يعتمد الأمر على المواصفات والمتطلبات المتعلقة بالأداء. كروت الشاشة المنفصلة توفر أداءً أعلى ولكنها تأتي بتكلفة أعلى وتحتاج إلى استهلاك أكبر للطاقة. في المقابل، الكروت المدمجة تكون مثالية للاستخدامات اليومية والمهام البسيطة، مما يوفر تكلفة أقل ويستهلك طاقة أقل.